اللوحة: الفنان السوداني صالح عبده
باسم فرات

- بائعة الشاي
بائعةُ الشَّاي الَّتي تَتَنَفَّسُ دَارفُورَهَا
على ضِفَّةِ النِّيلِ الأزْرَقِ الغَرْبيَّةِ
غَسَلَتْ بِدَمْعِهَا التَّعَبَ مِنَ المَارَّةِ
قادَتْهُمْ إِلى كَرَاسِيَّ بِلاستيكيَّةٍ رَدِيئَةِ الصُّنْع
غَطَّتْهَا بِطِيبَتِهَا
وَصَبَّتْ لَهُمُ القَهْوَةَ بِالقَرَنْفُلِ
لَامَسَتْ بِكَفَّيْهَا أَمْوَاجَ النِّيلِ
فَارْتَشَفَ النَّهْرُ ابْتِسَامَةً
ومَضَى يُحَدِّقُ في دَمْعِهَا المَكْتُومِ.
- شِتَاءٌ سُوداني
بَرْدٌ أشَفُّ مِنْ هايكو
خَتَمَ ماتسو باشو بِهِ حَيَاتَهُ.
قَارِبٌ وَحِيدٌ
يَمْخُرُ لَيْلَ النِّيلِ الأَزْرَق.
- النُّوبيُّ جَاري
جَارِيَ النُّوبيُّ العَجُوزُ
كثيرًا ما يُحَدِّثُنِي عن الكوشيين
والكنداكاتِ اللَّوَاتِي حَكَمْنَ النِّيلَ وما تَلَاهُ
يَفْخَرُ كثيرًا بِعَبَقِ أجسادِهِنَّ حِينَ يتبَخَّرْنَ ليلةَ الخَمِيسِ
بِالحِنَّاءِ في أقْدَامِهِنَّ وكُفُوفِهِنَّ
يقطَعُ حَدِيثَهُ بِسُؤَالٍ لا يُغَيِّرُهُ: هل قَبلْتَ كنداكةً؟
وكلَّ مَرَّةٍ أُجِيبُهُ بِالنَّفْيِ وأُنْصِتُ لِشَغَفِهِ بِمَاضِيه
يَتَسَلَّحُ بِأَحْلامِ يَقْظَتِهِ
أَمامَ غُولِ الفَقْرِ والشَّيْخُوخَةِ.
مُسَالِمٌ جَارِي النُّوبِيُّ كثيرًا.