ترهّل

ترهّل

اللوحة: الفنان السوري بسام الحجلي

الذي يكتب كمن يثرثر

والذي يثرثر كعربة مندفعة بلا مقود أو فرامل

ليس كابوس الهزيع الأخير من الليل

بعد قرص المنوم اللعين

وليست ابتسامة الموناليزا

حيث تقف بين ضحكة وتقطيبة

وحيث تختفي الغمازتان في ظل لمبات النيون

عيناها لا تقولان شيئا

كيف لم تلحظ تلك الهوة التي تفصل بينكما

ربما كانت الموسيقى الصاخبة

أو المصور الذي يتحرك كقرد بين أعواد شجرة جافة

ربما كانت مفاجأة الغريب الذي احتضك في شوق

وأنت تغرق في خجل النسيان

ربما لأنها نسيت عقدها المميز بالجعارين

علي عتبات السنين

لا تنكر أنها لا تزال تشد حولها مراهقي كتابة التشيؤ

وفصاميي جلسات العلاج الجماعي

وأنك لم تحلق لحيتك منذ أيام

وأن محاولات ابتعاث الحب الذي كان

تقطعها رنات التليفون التي تنهال كأمطار الصيف

السخيفة

وحيث تستعرض الطبيعة عضلاتها الفظة

وتغرق الغلال في الأجران

ويهز المارة أكتافهم في تحد للأنفلونزا الغامضة

دعك ممن غربت شمسها

وتدعي الحداثة بأثر رجعي

ربما عالجت الترهل والتجاعيد

بالهرمونات المسرطنة

وهي تتردد علي أطباء التجميل الأوغاد

الذين عمقوا ترهلات الفؤاد وتجاعيد الروح

وحيث لم يفاجأ الجميع

وهي ترتدي نفس المايوه

الذي كانت ترتديه

من عشرات السنين.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.