أحلام الغروب

أحلام الغروب

وليد الزوكاني

اللوحة: الفنان الفرنسي بول سيزان

وحدكِ

وحدكِ ..

ومياهكِ الأكثر لزوجة 

الأكثر التصاقاً بجسد التراب

كانت تتنفَّس ببطء 

مُلقية علينا التحية.

وجهكِ بلاد مكتظّة 

بدروب القوافل المتعبة

بركتان جافَّتان 

تناثر الملح على أطرافهما

عيناكِ

ويداك نحلتان ذاويتان

في زاوية فصل قارس.

أيتها الأمومة المكتَظّة 

أيتها الازدحام المخيف.

بمحض العادة 

برتابة الواجب

كانت الوحدة تجلس أمامك القرفصاء

وتسامركِ

علّك تنامين.

وحدكِ

وكما الإله المعزول يحلم بالموت

كنت أيضاّ  

تحلمين.

امرأة

كان وجهها مجعَّداً 

كمجد الوطن

مليئاً بحوارية المدى المرهَق

رأسها الملقى بحُنوٍّ مرهَفٍ 

على قبضة راخِيَة

مدينة بآلاف المسلّحين

مدينة صامتة.. 

منفيّة

هل ثمّة أضواء..؟

وشوارع صاخبة؟

كانت تقول اللا شيء .. 

تتذكر.. الكثير من السنين 

الكثير من التفاصيل

والفرح زيغٌ في نهاية الأشياء.

التّعب محنيٌّ كظلِّها بلحيته البيضاء 

بعكّازهِ الهرم

لم تنظر إليه 

لم ترغب بتوديعه

ثمّة شرود واسع 

وفرح عاتم بمغادرة 

المسرح.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.