بلا حلاوة.. بلا مرارة – للشاعر الفرنسي جول لافورج

بلا حلاوة.. بلا مرارة – للشاعر الفرنسي جول لافورج

ترجمة عاطف محمد عبد المجيد

اللوحة: الفنان العراقي مهدي النفري

بلا حلاوةٍ.. بلا مرارةٍ

ترْقصُ روحي الجميلةْ

أَيَّتُها الطرُقُ..

أيتها التلالُ..

أيتها الأدْخنةُ..

أيتها الودْيانُ..

يَا روحي الجميلةَ..

                   آهٍ!

فَلْنوْجِزْ.

***

كنَّا نَتَحابّ كمَجْنونيْن

ونفْترقُ دون كلامٍ

يُلقيني السّأمُ إلى المنْفى

سَأَمٌ ورثْتُهُ عن الجميعْ.

حسَناً.

***

كانت عيْناها تقولان:

(هلْ تفْهمُ؟

لماذا لا تفهمُ؟)

لكنْ

ما كانَ أحدٌ يريدُ أنْ 

يخْطو الخطوةَ الأولى

ما كانَ أحدٌ يريدُ أنْ نرْتمي

معاً في خضوعْ

(هل تفهمْ؟)

***

أينَ هي في هذي الساعةْ؟

ربما تكونُ هناكَ تبكي…

أينَ هي في هذي الساعةْ؟

أوهْ!

على أيَّةِ حالٍ.. اعْتنِ بنفْسِكِ

أتوسّلُ إليكِ!

*** 

يا نضارةَ الغاباتِ بمحاذاةِ الطريقْ

يا غطاءَ الحنينْ

كلُّ روحٍ لها آذانُها

كحياتي

تثيرُ الحَسَدْ!

أمَّا ما يُمْسكُ بالسِّحْر

فهي إمبراطوريةُ الْهِمّة.. هذي.

مُلْتهِباً

يَهْبطُ النجْمُ الهادئ إلى الأُفقِ

فوْقَ جِبالِ السُّودانِ العجوزةِ

التي تتلاشى شيْئاً فشيئاً

في الغَسقِ وغُبارِ الذَّهبِ

ـ ركامٌ مِنْ كُتَلٍ عمْلاقةٍ 

حيْثُ يدورُ الوَحْشُ ـ

في السَّماءِ

أعْلى مُنْحدرٍ مُقبَّبٍ بِلُجَّةٍ سوْداءَ

بالكادِ يدوسُ العُشْبَ بخطواتِهِ

هَازَّاً شَعْرهُ الكثيفَ 

في برودةِ المساءْ

ببطءٍ يأتي أسدٌ لِيستقرَّ هناكَ

شيءٌ رائعْ!

بذيْلهِ الوبَريِّ يَحكُّ كُشْحيْهِ

يَهْتزُّ فَرْوُهُ تحْتَ الذُّبابِ

وفي الهواءِ النَّديِّ 

ينْفثُ مُنْخارُهُ قذيفتيْنِ

مُحْرقتيْنِ

فخوراً..

مُنْفرداً يَحْلمُ بأنَّ لَبُؤتَهُ

في قفصِها في باريسْ

تُعْرضُ أمامَ المُتسَكّعينْ

وأنَّ بُرْجوازيّاً يمْزحُ بِمظلَّتِهِ

يتثاءبُ مُلْقياً إلى الجبالِ 

التي تُدحْرجُ أصداءها المُمْتدّةَ

مُواءَهُ الفسيحَ

مُواءَ مَلِكٍ عجوزٍ أصابَهُ السَّأَمُ!


جول لافورج شاعر فرنسي لأب برانسيّ وأم بريتونية. ولد في السادس عشر من شهر أغسطس من العام 1860.أتم دراسته في باريس، لكنه مات شاباً مصاباً بمرض الدرن وهو في السابعة والعشرين من عمره في العام 1887.

*من أعماله الشعرية: «أغاني مأساوية» 1885  «المجمع السحري الديني» 1886 بالإضافة إلى «أشعار أخيرة» و«زهور حُسْن النية» صدرا بعد وفاته في العام 1890.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s