د. سامح درويش
اللوحة: الفنان الأميركي ستانتون ماكدونالد رايت
فتنة من لهبٍ أبيضَ
من عاجٍ
يُؤجُّ الشهوة الحمراء
لما ارتعَشَتْ ذرّاته
فاض البهاءُ
اندلَعَتْ نيرانه الولهى
وماجت – بانفعالات الرؤى المحمومةِ – الأعضاءُ
سرٌ من أساطير الهوى
أدْرَكْتُه في لحظةٍ
لم تكن الأرض مكاني
لم أكن إلا دخاناً
في دخانِ
وأنا محترق في جوفها
مبترد باللهب الثلجيِّ
أروي ظمأ العمر
وأذوي في تفاصيل الرؤى
حين أروِّي المرمر الشفاف
من ماء التشهي في دناني
أيها السر …
احتواك الجسد الشفاف
ها أنت طريق لي
ومفتاح لأبواب جنانِ
وأنا أدرك أني
– ليس غيري –
من يرى ما الجسد الشفاف يخفيه
بأعماقٍ يُعرِّيها حديث النَدِّ،
و اللهفةُ في جمر تنزَّى من بناني
***
فتنة من لهبٍ أبيضَ
طافت حولها بالشوق
أسراب اليماماتِ
وحطَّتْ
ترشف الإشراق
من نهدين بالإشراق فارا
واستدارا
وجرى بينهما نهر الصبابات
إذا ما فاض
فاضت نشوتي
والعرقُ اللهبُ
والآهات تنهلُّ
بألحان الغوايات
و تنساب بإيقاع الأماني
يالهذا الأبيض الرخو المنَدَّى
أمطرته الشفتان
قُبَلاً …
فامتدَّ حقل الفل
يهتز و يربو بالشذى
من منبع النهر
إلى ما أشتهيه
في مصب العنفوانِ
***
فتنة من لهبٍ أبيضَ
موصوفة في كتب العشق
بأن النار والثلج بها
و الليل
و الريح
و رعشات القناديل
و آهات المواويل
و أوتار المواجيد
و أشجار المواعيد
… بها
يشبهها البحر
و ترتجُّ لها الأمواج
تسخو بالهوى المعطاء
يثريها بياض رائق
وهي كما شئتُ
وشاءت
كل يوم تتجدد
بجمال قد تفرَّدْ
في حماها
كل حزن يتبدَّدْ
وهواها في دمي غنى ..
وعربدْ
ولها من لغة الوجد رموز
و صفات لم تصفها
و لها أسماؤها
لكنها ليست تُسمَّى
إنها مادلني العشق عليه
امرأة من لهب أبيض
يجتاح كياني