اللوحة: الفنان السوري محمد غنوم
عبدالناصر عليوي العبيدي

وَقَدْ يَسْطُو عَلَى الأَشْعارِ لِصُّ
إِذا أَغْواهُ بِالإِعْجابِ نَصٌُ
فَيَنْحَلُهُ وَيَنْسُبُهُ سَرِيعاً
كَأَنَّ الشِّعْرَ مَغْنَمَةٌ وَقَنْصُ
وَيَفْعَلُ ذاكَ مُخْتَتِلٌ مَرِيضٌ
تَهيجُ بنَفْسِهِ عُقَدٌ وَنَقْصُ
فلَمْ يُتْقِنْ مِنَ الأَشْعارِ بَحْرًا
وَكُلُّ كَلامِهِ خَرْطٌ وخَبْصُ
فَإِنَّ الشِّعْرَ مَوْهِبَةٌ وَفَنٌّ
كَلَامٌ قَيِّمٌ مَا فِيهِ رُخْصٌ
وَبَحْرُ الشِّعْرِ لُجِّيٌّ عَميق
وَإِنَّ الشِّعْرَ إِبْحارٌ وَغَوْصٌ
وَباتَ اللِّصُّ أَهْلَ الدَّارِ يَشْكُو
وَيَبْدُرُ مِنْهُ إِصْرارٌ وَحِرْصُ
فَكَمْ قَدَحَ الْعَواهِرُ فِي عَفِيفٍ
وَعابَ على بَهِيِّ الوَجْهِ بُرْصُ
لِنَلْفِظْ، كُلَّ مُخْتَلِسٍ دَعِيٍّ
يُخالِجُ فِكْرَهُ هَوَسٌ وَرَعْصُ
إِذا عَصَفَتْ رِياحُ الْحَقِّ يَوْماً
فَلَنْ يقوى على الأَرْياحِ دِعْصُ
رِداءُ الشِّعْرِ لَنْ يَبْقى نَقِيًّا
إِذا ما مَسَّهُ دَرَنٌ وَعَفْصُ